وزير الخارجية الأميركي: غزة لم تعد صالحة للسكن وعلى سكانها الانتقال “موقتا”

<p class="rteright">أطفال فلسطينيون يجلسون على تلة تطل على خيام نصبت وسط المباني المدمرة في جباليا (أ ف ب)</p>
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس أن على الدول التي تنتقد اقتراح الرئيس دونالد ترمب في شأن قطاع غزة، أن تبادر إلى عرض اقتراحات لمساعدة القطاع المحاصر والمدمر.
وكرر روبيو أن ترمب يعرض إعادة الإعمار لأن غزة “غير صالحة للسكن” في الوقت الراهن، موضحاً أن تصريحات ترمب المثيرة للجدل كانت تهدف جزئياً إلى تشجيع الدول الأخرى التي “تتمتع بالقدرة الاقتصادية والتكنولوجية” على المساعدة أيضاً في إعادة الإعمار.
وأضاف أن غزة “غير صالحة للسكن” حالياً بسبب أخطار مثل الأسلحة غير المتفجرة، وتابع وزير الخارجية الأميركي أن على سكان غزة تركها موقتاً أثناء “عملية التطهير” من الأسلحة والصواريخ والذخائر غير المنفجرة.
لكن روبيو لم يذكر ما إذا كان الفلسطينيون سيتمكنون من العودة لغزة بموجب اقتراح ترمب، وقال “أعتقد أن هذا مجرد أمر واقعي، فمن أجل إصلاح مكان مثل هذا، سيتعين على الناس العيش في مكان آخر في هذه الأثناء”.
وتابع روبيو “عرض الرئيس ترمب أن يتدخل وأن يكون جزءاً من هذا الحل، إذا كانت بعض الدول الأخرى على استعداد للتقدم والقيام بذلك بنفسها، فسيكون ذلك رائعاً، لكن لا يبدو أن أحداً يسارع إلى القيام بذلك”.
وأضاف “هناك دول في المنطقة تعبر عن قلق كبير، نشجع هذه الدول على التقدم وإيجاد حل وجواب لهذه المشكلة”.
وطرح ترمب الثلاثاء خلال استقباله في البيت الأبيض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو فكرة غريبة وغير مسبوقة تقضي بأن تسيطر الولايات المتحدة على غزة بهدف إعادة إعمارها وتطويرها اقتصادياً، بعد أن يتم ترحيل سكان القطاع الفلسطيني إلى مصر والأردن.
وسارع البلدان إلى رفض هذه الفكرة، على غرار الفلسطينيين أنفسهم ودول عدة حول العالم.
روبيو يخطط لأول زيارة للشرق الأوسط
في هذا الوقت، أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو سيجري أول زيارة للشرق الأوسط هذا الشهر، وذلك عقب تصريحات الرئيس دونالد ترمب في شأن نقل سكان قطاع غزة، وقال المسؤول إن روبيو سيحضر مؤتمر ميونخ للأمن، ثم يزور إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وقطر والسعودية في الفترة من الـ13 إلى الـ18 من فبراير (شباط).
وأعلنت إسرائيل الخميس أنها بدأت وضع خطة لتسهيل “المغادرة الطوعية” لسكان غزة، فيما كرر ترمب مقترحه القاضي بأن تسيطر بلاده على القطاع الفلسطيني بعد ترحيل سكانه على رغم الاستهجان الواسع لهذا الطرح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وما إن أعلنت إسرائيل صباح الخميس عزمها على تسهيل مغادرة الغزيين للقطاع، حتى سارعت حركة “حماس” إلى المطالبة بعقد قمة عربية طارئة لمواجهة مشروع ترمب “التهجيري”، بينما حذرت مصر من تداعيات هذه التطورات على الهدنة الهشة في القطاع.
وقال وزير الدفاع الصهيوني يسرائيل كاتس في بيان “أوعزت للجيش بإعداد خطة تسمح لأي ساكن في غزة يرغب في المغادرة بالقيام بذلك، إلى أي بلد يرغب باستقباله”.
وأضاف “ستشمل الخطة خيارات الخروج من المعابر البرية، إضافة إلى الترتيبات الخاصة للمغادرة عبر البحر والجو”.
ولا يستطيع سكان غزة حالياً مغادرة القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي والمدمر إلى حد كبير بسبب الحرب بين إسرائيل و”حماس”، وتسري في القطاع هدنة دخلت حيز التنفيذ في الـ19 من يناير (كانون الثاني).
“إطعام سكان غزة”
ناشد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الخميس المجتمع الدولي و”جميع المانحين” المساعدة في إطعام سكان غزة وإعادة إعمار القطاع.
وقالت الوكالة الأممية إنها وفرت أكثر من 15 ألف طن من الأغذية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة “حماس” حيز التنفيذ، مما أسهم في إطعام أكثر من 525 ألف شخص، لكن على رغم من ذلك ما زال يتعين بذل مزيد من الجهود.
وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو إثر زيارته القطاع “ندعو المجتمع الدولي وجميع المانحين إلى الاستمرار في دعم مساعدات إنقاذ الحياة التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي في هذه اللحظة المحورية”.
وجاء في بيان لسكاو أن “حجم الاحتياجات هائل وإحراز التقدم يجب أن يستمر، ويجب أن يصمد وقف إطلاق النار”.
وأضاف “في قطاعات حيوية تتخطى الغذاء، كالمياه والنظافة والإيواء وحتى إعادة الأطفال للمدارس، علينا أن نعمل معاً”، مشدداً على أن “هذا الأمر يتطلب تمويلاً”.
واعتبرت الوكالة أن مساعدة الغزيين في تحقيق الاكتفاء الذاتي يمكن أن تتم عبر إعادة إنشاء أسواق تجارية وأنظمة أغذية محلية، على غرار المزارع وصيد الأسماك.
تأتي زيارة سكاو إلى غزة مع استئناف المفاوضات بين إسرائيل و”حماس” في إطار المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة الذي أوقف قتالاً وقصفاً شهده القطاع مدى 15 شهراً عقب هجوم “حماس” غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.