<p>ماكرون متحدثاً لدى استقباله زيلينسكي في قصر الإليزيه، في الثالث من سبتمبر الجاري (رويترز)</p>
أعلنت روسيا اليوم الخميس أنها ترفض مناقشة أي “تدخل أجنبي” في أوكرانيا “أياً كان شكله”، في وقت تبدي فيه دول أوروبية استعدادها لنشر قوات في هذا البلد في إطار تسوية للنزاع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي إن “روسيا ليست لديها أية نية لمناقشة تدخل أجنبي في أوكرانيا”، محذرة من أن تدخلاً كهذا “أياً كان شكله أو صيغته، سيكون غير مقبول بتاتاً وسيقوض أية صورة من صور الأمن”.
ونددت روسيا بالضمانات الأمنية التي يطالب بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إطار أية تسوية للنزاع في بلاده، معتبرة إياها “ضمانات خطر على القارة الأوروبية”.
وقالت زاخاروفا إن موسكو تعتبر هذه المطالب “غير مقبولة على الإطلاق”، مضيفة أن “هذه ليست ضمانات أمنية لأوكرانيا، بل هي ضمانات خطر على القارة الأوروبية”.
ترمب لجولة محادثات جديدة
من جهته قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأربعاء إنه يعتزم إجراء محادثات في شأن الحرب في أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، وذلك بعدما لم تسفر القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في أغسطس (آب) الماضي عن تحقيق انفراجة.
ويشعر ترمب بالإحباط بسبب عدم تمكنه من وقف القتال الذي اندلع بعد أن شنت روسيا هجوماً شاملاً على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إذ كان يتوقع في البداية أنه سيستطيع وقف الحرب بسرعة عند توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وذكر ترمب أنه سيجري محادثات خلال الأيام القليلة المقبلة، وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه من المتوقع أن يجري ترمب اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس.
وذكرت الرئاسة الفرنسية في وقت سابق الأربعاء أن عدداً من الزعماء الأوروبيين، من بينهم زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيجرون اتصالاً بترمب بعد ظهر الخميس.
وكان من المتوقع أن تأتي هذه الدعوة عقب اجتماع عبر الفيديو عقد يوم الخميس الماضي استضافته فرنسا بمشاركة نحو 30 دولة لبحث أحدث الجهود لتوفير الدعم الأمني لأوكرانيا حال إبرام اتفاق سلام مع روسيا، وكان من المتوقع أيضاً أن يندد قادة أوروبيون بإحجام موسكو عن التفاوض.
ولم يبد بوتين اهتماماً كبيراً بإنهاء الحرب، بعد أن عبر هو وترمب عن التفاؤل في شأن إحراز تقدم خلال اجتماعهما في الـ15 من أغسطس.
ترمب: ليس لدي أية رسالة أوجهها لبوتين
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، خلال اجتماعه مع الرئيس البولندي كارول نافروتسكي، “ليس لدي أية رسالة أوجهها لبوتين”. وأضاف “إنه (بوتين) يعرف موقفي، وسيتخذ قراراً بطريقة أو بأخرى. مهما كان قراره، إما أن نكون راضين عنه أو غير ذلك، وإذا كنا غير راضين عنه، فسترون ما سيحدث”.
ولم يوضح ترمب ما يعنيه، لكنه تحدث عن احتمال فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
وأشار ترمب أيضاً إلى أن الحرب ستحل “بطريقة أو بأخرى”، لكنه لم يكن يدرك أن إنهاءها سيكون بهذه الصعوبة، وقال ترمب “كنت أعتقد أن وقف الحرب سيكون أسهل بكثير، أحياناً لا يمكنك التنبؤ بالحرب”.
ضمانات أمنية أوروبية
من جهته أكد ماكرون الأربعاء لدى استقباله زيلينسكي أن أوروبا مستعدة لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا فور توقيع اتفاق سلام ينهي الحرب، وقال ماكرون عشية استضافة قمة لقادة الاتحاد الأوروبي الخميس، “نحن الأوروبيون مستعدون لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا والأوكرانيين فور توقيع (اتفاق) سلام”، مضيفاً أن تفاصيل الضمانات “سرية جداً”، لكن “التحضيرات استكملت” في اجتماع لوزراء الدفاع عقد في وقت سابق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رسالة بوتين لكييف
في المقابل أبلغ بوتين كييف الأربعاء بأن هناك فرصة لإنهاء الحرب في أوكرانيا عن طريق المفاوضات “إذا ساد المنطق السليم”، وهو خيار يفضله، لكنه مستعد لإنهاء الحرب بالقوة إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد.
وفي حديثه في ختام زيارة إلى الصين، قال بوتين إنه يرى “ضوءاً ما في نهاية النفق”، نظراً إلى ما قال إنها “جهود مخلصة” من الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية لأكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأضاف للصحافيين في بكين “يبدو لي أنه إذا ساد المنطق السليم، فسيكون من الممكن الاتفاق على حل مقبول لإنهاء هذا الصراع، هذا هو ما أعتقد به”.
وأردف قائلاً “لا سيما أننا نرى رغبة الإدارة الأميركية الحالية في عهد الرئيس (دونالد) ترمب، لا نرى تصريحاتهم فقط، بل نرى رغبتهم الصادقة في إيجاد هذا الحل”.
وتابع “أعتقد أن هناك ضوءاً ما في نهاية النفق، دعونا نرى كيف سيتطور الوضع. وإذا لم يحدث ذلك، فسيتعين علينا إنهاء جميع المهمات أمامنا بقوة السلاح”.
ومع ذلك، لم يشر الرئيس الروسي إلى أي استعداد للتخفيف من مطالبه القديمة بتخلي أوكرانيا عن أي أفكار للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، أو التراجع عما وصفته موسكو بالتمييز ضد الناطقين بالروسية.
وقال بوتين إنه مستعد لعقد محادثات مع زيلينسكي إذا جاء إلى موسكو، لكنه أضاف أنه ليس واضحاً ما إذا كان هذا الاجتماع سيكون مجدياً.
ويسعى زيلينسكي إلى لقاء بوتين لبحث شروط اتفاق محتمل على رغم أن الجانبين ما زالا متباعدين، وحث واشنطن على فرض عقوبات على موسكو مرة أخرى إذا لم يوافق بوتين.
وصرح بوتين للصحافيين أنه كان دائماً منفتحاً على اللقاء مع زيلينسكي، لكنه أكد موقف الكرملين المتمثل في أن مثل هذا اللقاء يتعين الإعداد له جيداً بصورة مسبقة، وأن يفضي إلى نتائج ملموسة.