زوكربيرغ يُضاعف رهانه على وانغ: فصل 600 موظف لتسريع حلم “الميتا فائقة الذكاء”

تسعى شركة “ميتا” المالكة لـ”فيسبوك” و”إنستغرام” إلى إعادة ترتيب أوراقها في عالم الذكاء الاصطناعي، إذ أعلنت عن تسريح نحو 600 موظف من وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لها، في خطوة تهدف إلى تقليص البيروقراطية وتسريع وتيرة العمل، وفق ما أكده متحدث باسم الشركة لوسائل إعلام أميركية.
في مذكرة داخلية حصلت عليها وسائل إعلام، أوضح ألكسندر وانغ—كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي بالشركة الذي انضم في يونيو الماضي بعد صفقة استحواذ ضخمة على شركة Scale AI بقيمة 14.3 مليار دولار—أن القرار يطال موظفين من أقسام البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ووحدة الأبحاث الأساسية FAIR ومجالات تطوير المنتجات.
وهذا التطور يعكس تحوّلًا في أولويات “ميتا” التي باتت تركز على خفة الحركة التنظيمية.
تركيز جديد بقيادة وانغ
اللافت أن عمليات التسريح لم تمسّ فريق TBD Labs الذي يضم نخبة الباحثين والمهندسين الذين انضموا مؤخرًا للشركة تحت إشراف وانغ، ما فُسّر على أنه تثبيت لدوره القيادي في رسم اتجاهات الذكاء الاصطناعي داخل “ميتا”.
وكانت تقارير داخلية قد وصفت وحدة الذكاء الاصطناعي بالشركة بأنها “متضخمة”، تضم فرقًا متنافسة على الموارد الحاسوبية بين البحث والتطبيقات. ومع تأسيس Meta Superintelligence Labs، انتقلت هذه الفرق تحت مظلة واحدة، ما استدعى إعادة الهيكلة التي نشهدها الآن.
ويبدو أن الهدف من هذه التحركات هو تعزيز كفاءة الفريق وتوضيح القيادة ضمن مسار تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الفائقة، خاصة في ظل احتدام المنافسة مع شركات مثل OpenAI وغوغل.
الاستثمار الهائل في البنية التحتية
في الأشهر الأخيرة، ضخت “ميتا” مليارات الدولارات في مشاريع البنية التحتية واستقطاب الكفاءات، في محاولة للحاق بالسباق المتسارع نحو نماذج ذكاء أكثر تطورًا، مثل سلسلة Llama التي لم تلقَ استقبالًا حارًا كما توقّع المدير التنفيذي مارك زوكربيرغ.
وكما أوضحت البيانات المالية، فإن الشركة تتوقع بلوغ نفقاتها السنوية لعام 2025 ما بين 114 و118 مليار دولار، على أن تشهد 2026 ارتفاعًا إضافيًا بسبب توسّع أنشطة الذكاء الاصطناعي.
وهذا يربط بين خطة ميتا اليوم وطموحاتها بعيدة المدى في امتلاك إحدى أقوى البنى التحتية الحوسبية عالميًا.
مكافآت نهاية الخدمة وتوسّع في مشروعات البيانات
أُبلغ الموظفون المتضررون بأن عملهم سينتهي رسميًا في 21 نوفمبر، مع منحهم فترة إشعار دون التزام بالعمل تسمح لهم بالبحث عن فرص داخل الشركة نفسها. وتشمل حزمة التعويضات 16 أسبوعًا من الراتب إضافة إلى أسبوعين عن كل سنة خدمة.
تزامن قرار التسريح مع إعلان الشركة عن صفقة تمويل بقيمة 27 مليار دولار مع Blue Owl Capital لتشييد مركز بيانات ضخم في ولاية لويزيانا، يُتوقّع أن ينافس في حجمه مساحة أجزاء كبيرة من مانهاتن. ومن المقرر أن يشكّل هذا المركز العمود الفقري لمشروعات الذكاء الاصطناعي الفائقة لدى “ميتا”.
إعادة ضبط المسار نحو الذكاء الفائق
توضح كل هذه الخطوات أن “ميتا” تمضي في إعادة رسم هيكلها التنظيمي لعصر “الذكاء الخارق”، مركزةً على توظيف الأفضل، وتبسيط الفرق، وتوجيه الموارد إلى ما تعتبره جوهر الاستراتيجية المستقبلية للشركة.
وبينما تتجه الأنظار إلى نتائجها المالية المرتقبة الأسبوع المقبل، يظل السؤال الأساسي: هل ستثمر هذه التحولات الجذرية في وضع “ميتا” مجددًا في الصدارة التكنولوجية أمام منافسيها؟
زوكربيرغ يُضاعف رهانه على وانغ: فصل 600 موظف لتسريع حلم “الميتا فائقة الذكاء” بواسطة السبعة المنتقمون – a7x – محتوى عربي يستحق القراءة