العقوبات توجه أنظار الروس إلى شواطئ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
<p style=”direction:rtl”>تراجع حاد في عدد الوافدين الروس إلى تونس بـ 16.5 ألف سائح في 2023 و7.5 ألف العام الحالي (أ ف ب)</p>
سجل تدفق السياح الروس نحو المغرب وجزر موريس تطوراً خلال الصيف مقارنة بالفترة ذاتها من السنة المنقضية وفق بيانات شركة السياحة الروسية MTS Travel التي كشفت أن الإقبال زاد أكثر من مرة ونصف إلى هذين الوجهتين، وذلك خلال تقييمها للوجهات المفضلة للروس في القارة الأفريقية في صيف 2024.
وظلت مصر الوجهة الأولى المطلوبة في أفريقيا في الصيف، واستحوذت على الغالبية القصوى من الحجوزات بنحو 90 في المئة من رحلات الروس إلى القارة، في حين حافظت سيشل الشهيرة بالعطلات الراقية على المركز الثاني، ومع ذلك انخفضت شعبيتها على مدار العام بتراجع قدر بـ 43 في المئة، فيما قفز المغرب إلى مرتبة ثالث أكثر البلدان زيارة في أفريقيا من قبل الروس.
وخلال السنة الراهنة تقدم كل من المغرب وجزر موريس على جنوب أفريقيا وتونس من حيث التدفقات السياحية، وهي البلدان التي احتلت صيف 2023 المركزين الثالث والرابع في الترتيب ذاته.
وتقدمت الوجهة المغربية إلى المركز الثالث واحتلت جزر موريس المركز الرابع من حيث الشعبية لدى السياح الروس، واستأنفا الرحلات الجوية المباشرة مع روسيا السنة المنقضية في حين ظلت حركة الطيران المباشر بين تونس وموسكو متوقفة، لكن تواصل الطلب أكثر ارتفاعاً على الرحلات الجوية إلى تركيا والإمارات بسبب انخفاض كلفتها.
نصف الوافدين من سكان موسكو
كشف تقرير الشركة أن حجم التدفق السياحي للروس إلى البلدان الأفريقية يمثل 5 في المئة من جميع الرحلات الروسية إلى الخارج خلال فصل الصيف.
ويبلغ متوسط مدة السفر الى هذه الدول 10 أيام، وتستقطب السياح القادمين من موسكو بنسبة 22 في المئة وضواحيها بنسبة 14 في المئة وسان بطرسبرغ بنسبة 7 في المئة وجمهورية تتارستان بنسبة 7 في المئة، وباشكورتوستان 5 في المئة.
وتمكن المغرب من رفع عدد الوافدين في المجمل في 2023 بنسبة 34 في المئة مقارنة بعام 2022، و12 في المئة مقارنة بعام 2019، إذ استقبل 14.5 مليون سائح بحسب وزارة السياحة المغربية، وشكل المغاربة المقيمون بالخارج 51 في المئة من هؤلاء الوافدين.
وتمثل فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا والولايات المتحدة ثم بلدان المغرب العربي والصين والبلدان الاسكندنافية بنسبة أقل الأسواق الرئيسة للوجهة المغربية وفق مرصد السياحة المغربي، في حين يسعى المغرب إلى رفع عدد السياح الروس عن طريق تطوير المنتجعات الشاطئية بحكم طبيعة السوق الروسية المحبذة لسياحة الشواطئ، عن طريق توسيع حملات التسوق، والتعاقد مع أكبر عدد من مروجي الرحلات لبرمجة الوجهة. وذكر مسؤولون مغاربة أنهم يهتمون بعد أسواق أوروبا الغربية، بدول أوروبا الشرقية لكونها أسواقاً واعدة تتطلب مجهودات لاستقطاب سياحها. وقالوا إن الهدف المرسوم من قبل وزارة السياحة المغربية هو استقطاب 800 ألف سائح روسي، وإن شهدت السوق الروسية تحسناً في 2013 ببلوغ 47138 سائحاً، فإنها تراجعت إلى 38 ألف سائح في 2014، ثم 23353 في 2015، وعادت لتتحسن في عام 2017 لتصل إلى 39653 زائراً وفق مرصد السياحة المغربي الذي لم ينشر عدد الوافدين الروس في 2023، لكنه أعلن عن استقبال البلاد 18393 سائحاً روسياً في 2022 من جملة 362191 سائحاً أوروبياً من خارج بلدان الاتحاد.
ووصل 16779 من السياح الروس عن طريق الجو 4493 عبر مطار مراكش و9192 عبر مطار محمد الخامس و1622 عبر مطار أغادير، و520 من خلال مطار طنجة و296 عبر مطار فاس و323 من مطار الرباط، بينما تدفق 1352 منهم عن طريق البحر، و262 عبر النقاط الحدودية البرية.
في المقابل استقبلت مصر، الوجهة الأفريقية الأولى للروس، مليون سائح روسي عام 2022 وارتفع عددهم إلى 1.4 مليون في 2023، أما سيشل، الوجهة الثانية، فقد بلغ عدد الوافدين الروس إليها 38 ألفاً في 2023.
حركة الطيران ومواجهة العقوبات
وصنفت الرابطة الروسية لمنظمي الرحلات السياحية ATOR الوجهات السياحية الأفريقية الجاذبة للسياح الروس في 2023، ووضع مستثمرو السياحة الروس قائمة بالدول الأفريقية الأكثر طلباً وتلك التي يمكن أن تصبح كذلك في المستقبل القريب.
وبحسب الرابطة الروسية فإن الوجهة الأفريقية الأكثر شعبية هي مصر في حين تحتل تونس المركز الثاني، وقالت إن هاتين الدولتين تقدمان عروضاً سياحية شاملة ومنتجعات بحرية مطلوبة لدى الروس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يذكر أن الوجهة التونسية استقطبت السياح الروس بمعدل 600 ألف سائح سنوياً في الفترة الممتدة ما بين 2016 و2020، إذ بلغ الوافدون الروس 620 ألفاً في عام 2016، وتجاوزوا 600 ألف سائح خلال عام 2017 و630 ألفاً في 2018، وبلغ عدد الليالي المقضاة في الفنادق التونسية في 2019 نحو 6.5 مليون ليلة لـ630 ألف وافد، وذلك قبل أن تؤدي الحرب الأوكرانية إلى غياب مدوي للوافدين من موسكو.
أثر غياب السوق الروسية، بسبب الصراع مع أوكرانيا بشكل كبير على المواسم التالية، ولم يزد عدد السياح الروس عن 16.5 ألف سائح في 2023، و7.5 ألف سائح في 2024 وفق ما صرح به رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار أحمد بالطيب لـ” السبعة المنتقمون”، الذي ذكر أن الرحلات المباشرة بين تونس وموسكو غائبة حالياً في انتظار استئنافها من قبل شركة طيران خاصة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بينما فسر الرئيس السابق للجامعة التونسية لوكالات الأسفار جابر بن عتوش، حفاظ عديد من الوجهات الأفريقية بل والآسيوية أيضاً على السوق الروسية، بالإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها حكومات هذه البلدان لحماية هذه الأسواق المهمة من تداعيات الحرب الأوكرانية، وسجلت انعكاسات فورية على البلدان المستقطبة للسياح الروس بحكم العقوبات المسلطة على موسكو، والمتعلقة بالنقل وحركة الطيران بالخصوص، ما دفع بالحكومات إلى التدخل للتكفل بمعاليم التأمين لدى شركات الطيران لديها.
وخص بن عتوش بالذكر من هذه البلدان مصر وتركيا والإمارات التي غطت حكوماتها كلفة تأمين رحلات شركات الطيران الوطنية لديها من وإلى موسكو، معتبراً أن هذه الإجراءات الناجعة التي مكنت هذه البلدان من تحقيق استقرار في السوق الروسية عكس بقية العملاء مثل تونس والمغرب، إذ توقفت حركة الطيران المباشرة بين تونس وموسكو، وإن حافظ القطاع السياحي في تونس على نسق الارتفاع المطرد واستعادته للأسواق الأوروبية بتحقيقه لموسم استثنائي بتجاوزه المؤكد لـ9 ملايين سائح هذه السنة، واقترابه من رقم قياسي جديد، فإن تأثير التراجع الحاد للوافدين الروس يظل قائماً بحكم أهمية هذه السوق المحدثة للفارق.
إضافة تعليق