غرامات ضخمة تهدد 10 في المئة من إيرادات “ميتا”
<p>قررت “ميتا” إنشاء حسابات خاصة بالمستخدمين المراهقين لحمايتهم جسدياً ونفسياً (رويترز)</p>
تواجه شركة “ميتا الأميركية” عملاق وسائل التواصل الاجتماعي غرامات ضخمة من الاتحاد الأوروبي، بسبب مساعيها المزعومة إلى الهيمنة على سوق الإعلانات المبوبة، في وقت تسعى بروكسل إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الممارسات المناهضة للمنافسة بين أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
وكشفت تقارير صحافية أن الجهات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي ستعلن أن الشركة الأم لموقع “فيسبوك” تربط خدمات “ماركت بلايس” المجانية الخاصة بها بالشبكة الاجتماعية، في محاولة لتقويض منافسيها.
وبسبب المكاسب القياسية التي سجلتها أسهم شركات التكنولوجيا كان مؤسس منصة “فيسبوك” مارك زوكربيرغ هو المفاجأة الأكبر بين أثرياء العالم، إذ قفز عدة مراكز ليحتل الترتيب الثالث بينهم حالياً. وخلال الفترة من بداية العام الحالي وحتى نهاية أغسطس (آب) الماضي قفزت ثروته بنسبة 68 في المئة بمكاسب بلغت نحو 77 مليار دولار، إذ صعدت ثروته من مستوى 113 مليار دولار في بداية عام 2024 إلى نحو 190 مليار دولار بنهاية النصف الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري.
وفي تقرير حديث قالت صحيفة “فايننشال تايمز” نقلاً عن مصادر لديهم معرفة مباشرة بالأمر، إن قرار الاتحاد قد يأتي في وقت مبكر من الشهر المقبل، وسيمثل أحد التحقيقات النهائية التي تشرف عليها رئيسة هيئة المنافسة المنتهية ولايتها مارغريت فيستاجر، فيما رفضت شركة “ميتا” التعليق لكنها أشارت في بيان سابق إلى أن “الادعاءات التي قدمتها المفوضية الأوروبية لا أساس لها من الصحة. ونحن نواصل العمل مع السلطات التنظيمية لإثبات أن ابتكاراتنا في المنتجات تخدم المستهلك وتدعم القدرة التنافسية”.
135 مليار دولار إيرادات خلال عام 2023
وأطلقت دول الاتحاد الأوروبي تحقيق مكافحة الاحتكار ضد “ميتا” خلال عام 2019 بعد اتهامات من المنافسين بأن منصة “فيسبوك” تسيء استخدام موقعها المهيمن من خلال تقديمه خدمات مجانية بينما يستفيد من البيانات، ومعظمها من الشركات التي يجمعها على المنصة.
وخلال ديسمبر (كانون الأول) 2022 قدمت المفوضية الأوروبية نتائج أولية تفيد بأن شركة “ميتا” تعمل على تشويه المنافسة في سوق الإعلانات المبوبة عبر الإنترنت، فضلاً عن استخدام البيانات التي تم الوصول إليها من الشركات مجاناً لبيع الإعلانات للمستخدمين.
لكن يمكن لشركة “ميتا” الاستئناف ضد القضية وإذا ثبتت إدانة شركة التكنولوجيا العملاقة فقد تواجه عقوبات تصل إلى 10 في المئة من إيراداتها السنوية العالمية، والتي بلغت خلال عام 2023 نحو 135 مليار دولار، ومع ذلك تصدر الهيئات التنظيمية عادة عقوبات أقل بكثير.
وفي بيان حديث، قالت شركة التكنولوجيا العملاقة إن “ماركت بلايس” تعمل في بيئة تنافسية للغاية ولا تستخدم بيانات من المنافسين على المنصة للتنافس ضدهم، بحسب ما قال أشخاص مطلعون على موقف الشركة. وفي الوقت نفسه، تستعد رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، لبدء الدورة المقبلة التي تستمر خمسة أعوام في الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يؤخر الإعلان أكثر.
وأُطلق موقع “فيسبوك ماركت بلايس” خلال عام 2016 وهو عبارة عن منصة شعبية لشراء وبيع السلع المستعملة، وبخاصة الأدوات المنزلية مثل الأثاث، ومع ذلك، ظهرت شركات جديدة في الأسواق المتخصصة مثل الأزياء، كمنافسين خلال الأعوام الأخيرة.
“ميتا” تعلن إنشاء حسابات خاصة بالمراهقين
وفي إطار التهرب من اتهامات بالتسبب في أضرار للمستخدمين، كشفت مجموعة “ميتا” العملاقة عن إنشاء حسابات للمراهقين من المفترض أن توفر حماية أفضل للمستخدمين القصر من الأخطار المرتبطة بتطبيق “إنستغرام” الذي تتهمه جمعيات وسلطات عدة بالإضرار بالصحة العقلية للشباب.
وأوضحت نائبة رئيس المجموعة أنتيغون ديفيس المسؤولة عن قضايا السلامة في المجموعة التي تتخذ مقراً في كاليفورنيا، أن هذا التحديث مهم ومصمم لمنح الأهل راحة البال على أبنائهم.
ومن الناحية العملية سيكون لدى المستخدمين الذين تراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة حسابات خاصة بصورة تلقائية، مع قيود تتعلق بالحسابات التي بإمكانها الاتصال بهم والمحتوى الذي يمكنهم رؤيته. أما المراهقون الذين يريدون ملفاً شخصياً عاماً مع قيود أقل لرغبتهم مثلاً في أن يصبحوا مؤثرين، فسيحتاجون إلى الحصول على إذن من والديهم، سواء كانوا مسجلين بالفعل أو انضموا حديثاً إلى المنصة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت ديفيس “هذا تغيير أساس للتأكد من أننا نقوم بالأشياء بصورة جيدة حقاً”. وسيتمكن البالغون من الإشراف على أنشطة أطفالهم على الشبكة الاجتماعية والتصرف وفق المقتضى، بما يشمل القدرة على حظر التطبيق. وتعمل الشركة الأم لمنصة “فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب” و”مسنجر” على تشديد قواعدها المتعلقة بعمر المستخدمين، وقالت ديفيس “ندرك أن المراهقين يمكن أن يكذبوا في شأن أعمارهم خصوصاً لمحاولة التحايل على وسائل الحماية هذه… لكن مع التحديث الجديد إذا حاول أحد المراهقين تغيير تاريخ ميلاده، سنطلب منه إثبات عمره”.
وفي الوقت نفسه، يتصاعد الضغط منذ عام على الشركة الثانية عالمياً في مجال الإعلان الرقمي ومنافسيها. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023 قدمت نحو 40 ولاية أميركية شكوى ضد منصات “ميتا” متهمة إياها بالإضرار بالصحة النفسية والجسدية للشباب، بسبب أخطار الإدمان أو المضايقات الإلكترونية أو الاضطرابات الغذائية.
ومن واشنطن إلى كانبيرا يعمل مشرعون على مشاريع قوانين لتحسين حماية الأطفال عبر الإنترنت. وتعتزم أستراليا قريباً تحديد سن قانونية دنيا لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي تراوح ما بين 14 و16 سنة. وترفض “ميتا” حالياً فرض قواعد ترتبط بأعمار جميع مستخدميها، باسم احترام السرية.
إضافة تعليق