القوات الأوكرانية تتعرض لهجوم روسي عنيف في شرق البلاد
<p class=”rteright”>صورة نشرتها خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية تظهر رجال الإنقاذ وهم يقومون بإطفاء حريق في منشأة صناعية في مدينة ترنوبل (أ ف ب)</p>
أعلن الجيش الأوكراني أن قواته تعرضت لهجمات روسية متعددة على مدار يوم الثلاثاء على جبهتي توريتسك وبوكروفسك في شرق أوكرانيا.
وأضاف في بيان أن القوات الروسية هاجمت مواقع أوكرانية حول توريتسك، بما في ذلك بلدة نيو-يورك، لكنه لم يذكر نتيجة تلك المعركة.
وكانت روسيا ذكرت في وقت سابق أن قواتها سيطرت على نيو-يورك، لكن لم يتسن من التحقق من ذلك بشكل مستقل.
وقال الجيش الأوكراني إن جبهة بوكروفسك هي المكان الذي تركز فيه روسيا هجومها الرئيسي. وأضاف أن قواته صدت 49 هجوماً روسياً أمس الثلاثاء، وأن 13 اشتباكاً آخر لا يزال دائراً.
وكانت روسيا أعلنت الثلاثاء أن قواتها سيطرت ما وصفته بالمركز اللوجستي الاستراتيجي المهم نيو-يورك في شرق أوكرانيا، في إطار حملة موسكو للسيطرة على منطقة دونيتسك بأكملها.
وتسعى القوات الأوكرانية إلى التقدم في منطقة كورسك الروسية بعد هجوم مفاجئ عبر الحدود بدأ في السادس من أغسطس (آب)، لكن مصير نيو- يورك يذكر بأن القوات الروسية ما زالت تمضي قدماً في هجومها في شرق أوكرانيا.
تشكيل مجموعات عسكرية
وأعلنت روسيا بشكل منفصل عن تشكيل مجموعات عسكرية جديدة في كورسك ومنطقتين حدوديتين أخريين في محاولة لصد التوغل من دون تحويل القوات من خطوط المواجهة في عمق أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع أندريه بيلوسوف إن هيئة تنسيق جديدة بدأت “بالفعل” العمل على مدار الساعة للتنسيق بين السلطات الإقليمية وقادة القوات ووزارة الدفاع.
لكن توقيت إعلانه، بعد أسبوعين كاملين من اقتحام القوات الأوكرانية للحدود الغربية لروسيا، يسلط الضوء على استجابة موسكو المتأخرة في التعامل مع الأمر. ولم يذكر لماذا لم يكن هذا التنسيق السلس ممكناً في السابق.
وقال القائد الأعلى للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الثلاثاء إن قواته توغلت ما بين 28 و35 كيلومتراً داخل الأراضي الروسية واستولت على 1263 كيلومتراً مربعاً من الأراضي بما يشمل 93 تجمعاً سكنياً، وهي أرقام لم يتسن التأكد منها من مصادر مستقلة. وتعهدت روسيا بسحق التوغل لكنها لم تظهر أي علامة على أنها تقترب من طرد القوات الأوكرانية.
نجاح تدريجي
في حال تأكيد أوكرانيا سيطرة روسيا على مركز نيو-يورك فإنه قد يشكل نجاحاً تدريجياً آخر لروسيا، وقد يفتح الباب أمام مكاسب محتملة مهمة استراتيجياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فقد تعرضت نيو-يورك للدمار بسبب القصف العنيف الذي شنته القوات الروسية التي استخدمت طائرات مسيرة لطرد القوات الأوكرانية من المواقع المحصنة.
وتقع المدينة على خط السكك الحديدية المؤدي إلى سلوفيانسك، إحدى مدن دونيتسك التي تسعى موسكو منذ فترة طويلة للسيطرة عليها. وكان عدد سكان المدينة قبل الحرب نحو عشرة آلاف نسمة فر الآلاف منهم منذ ذلك الحين بسبب القتال.
ودونيتسك هي واحدة من أربع مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها ضمتها على رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل.
وقال مراسل التلفزيون الحكومي الروسي يفغيني بودوبني الذي نجا هذا الشهر من هجوم مسيرة أوكرانية على سيارة كان يستقلها، إن السيطرة على نيو-يورك ستسمح للقوات الروسية بالاقتراب من قطع طريق بوكروفسك-كوستيانتينيفكا السريع الذي يزود الجيش الأوكراني في الشرق بالإمدادات.
روسيا: دول من الناتو شاركت في الإعداد للتوغل
ذكرت صحيفة “إزفستيا” اليوم الأربعاء نقلاً عن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن أجهزة استخبارات من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا شاركت في الإعداد لتوغل أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية.
ونقلت “إزفستيا” عن جهاز الاستخبارات الخارجية القول “التحضير لعملية القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة كورسك جاء بمشاركة أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والبولندية”.
وأضافت “خضعت الوحدات المشاركة فيها لتنسيق قتالي في مراكز تدريب في بريطانيا وألمانيا”.
وقال البيت الأبيض في وقت سابق إن الولايات المتحدة لم تتلق إخطاراً مسبقاً من كييف بأنها تخطط لتوغل عسكري في كورسك.
أسرى روس يأملون بمبادلتهم
لم يعد لدى الجنود الروس الذين أُسروا خلال الهجوم الأوكراني المباغت على منطقة كورسك، سوى أمل واحد يتمثل في إجراء عملية تبادل. وتمكنت وكالة الصحافة الفرنسية من التحدث لفترة وجيزة مع عدد من أسرى الحرب الروس في مكان احتجزوا فيه في منطقة سومي الواقعة في شمال أوكرانيا وقبالة كورسك.
يجلس أحد المجندين الروس (22 سنة) على سريره مرتدياً سروالاً منقطاً، ويتذكر لحظة احتجازه في واحد من أكبر الهجمات التي شنتها القوات الأوكرانية منذ بدء الحرب في العام 2022. ويقول “كل شيء كان طبيعياً، كل شيء كان على ما يرام. ثم غيرت هذه اللحظة غير المتوقعة كل شيء”، مؤكداً أن “القيادة تخلت ببساطة” عنه وعن رفاقه عندما عبرت القوات الأوكرانية الحدود.
“كان الأمر غير متوقع”، يضيف الشاب الذي كان يؤدي خدمته العسكرية منذ عشرة أشهر عندما اقترب الجنود الأوكرانيون من موقعه. ويوضح أنه ينتظر الآن أن تتم مبادلته، مشيراً إلى أنه يريد العودة إلى بيته والاجتماع بعائلته.
على نقيض الجنود المتعاقدين، لا يقاتل المجندون الروس في أوكرانيا، بل يؤدون خدمتهم العسكرية الإلزامية لمدة عام واحد على الأراضي الوطنية. وغالباً ما يكونون شباناً يفتقرون الى خبرة عسكرية فعلية.
يروي أسير آخر هو حارس حدود يبلغ 42 سنة وُضعت ضمادات على ساقه، أنه تم احتجازه في اليوم الأول من الهجوم الأوكراني. ويقول “كان الطوق كاملاً، لم يكن هناك إمكان للاختراق. ولذلك اتُخذ القرار بالاستسلام”، موضحاً أنه يرغب هو أيضاً في أن تتم مبادلته. ويتابع “هذا أكثر ما أتمناه بالطبع”.
يعرب فولوديمير نائب مدير المبنى الذي وضع فيه الأسرى، عن رضاه عن “العدد الكبير” من الجنود الروس الذين تم احتجازهم خلال هذا الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية. ووفق كييف، استسلم مئات الجنود الروس منذ بداية الهجوم.
وبينما لم يتم الكشف عن عدد محدد، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ”صندوق تبادل”. وأشار إلى أنه يعول على إجراء تبادل بين أسرى روس “على المدى القصير” وجنود أوكرانيين أسرتهم موسكو. وقال “هذه العملية أصبحت أكبر استثمار لنا في إطار عملية تحرير الأسرى الأوكرانيين في روسيا”.
إضافة تعليق