البيت الأبيض: إسرائيل وحماس ما زالتا قريبتين من اتفاق وقف النار
<p>دبابة إسرائيلية تناور على الحدود مع قطاع غزة، في 7 أغسطس الحالي (رويترز)</p>
أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل وحركة حماس ما زالتا قريبتين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على الرغم من تزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران.
وتبذل واشنطن جهوداً “دبلوماسية مكثفة” لمنع المزيد من التصعيد بعدما هددت إيران بالرد على مقتل هنية.
وعيّنت حركة حماس يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفا لاسماعيل هنية، ما أثار مخاوف من أن تصبح المفاوضات أكثر صعوبة.
ويتهم الجيش والسلطات الصهيونية السنوار بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
تفاؤل أميركي
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين أمس الأربعاء، “نحن قريبون أكثر من أي وقت مضى حسبما نعتقد” من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وأعلن مسؤولون أميركيون في مناسبات عدة في الأسابيع الأخيرة أن التوصل إلى اتفاق بات وشيكاً، وحثوا إسرائيل وحماس على قبول اقتراح سيؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع.
وقال البيت الأبيض أول من أمس الثلاثاء، إن المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر “وصلت إلى مرحلتها النهائية”، لكنه لم يذكر تفاصيل. وتسعى الولايات المتحدة حاليا إلى منع نشوب حرب شاملة في المنطقة.
وعلى وقع ارتفاع منسوب التوتر، عزّزت الولايات المتحدة منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت مزيدا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل.
وقال كيربي “نحن منخرطون في بعض الجهود الدبلوماسية المكثفة هنا في كل أنحاء المنطقة”. وأضاف أنه “لن يتحدث عن تقييمات الاستخبارات” بشأن توقيت أو إمكانية أن تشن إيران وحليفها اللبناني “حزب الله” هجوماً.
إسرائيل مستعدة
من جهته، قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الأربعاء إن إسرائيل مستعدة “دفاعياً وهجومياً” و”تمضي قدماً نحو الانتصار”، في حين حضّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي أمس، على “تجنّب دوامة أعمال انتقامية” بين إسرائيل من جهة وإيران و”حزب الله” من جهة أخرى، وفق الإليزيه.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنه “على غرار دعوته الرئيس الإيراني لتجنّب دوامة أعمال انتقامية من شأنها أن تعرّض شعوب المنطقة واستقرارها للخطر، دعا (ماكرون) رئيس الوزراء الصهيوني إلى اتّباع المنطق نفسه والذي يجب أن ينسحب على كل الأطراف في المنطقة”.
أما نتنياهو فشدد على أن إسرائيل “عازمة على الدفاع” عن نفسها بعد تهديدات بالانتقام لمقتل هنية والقيادي البارز في “حزب الله” فؤاد شكر.
وقال نتانياهو مخاطباً مجنّدين جدداً في قاعدة تل هشومير العسكرية في تل أبيب، “نمضي قدماً نحو الانتصار”. وأضاف “أدرك أن سكان إسرائيل قلقون، وأطلب منكم شيئاً واحداً: كونوا صبورين وهادئين”.
وتابع “نحن مستعدون على المستويين الدفاعي والهجومي. نحن نضرب أعداءنا ومصممون على الدفاع عن أنفسنا”.
على نحو منفصل، قال المتحدث باسم الحكومة الصهيونية ديفيد مينسر في مؤتمر صحافي إن “هذه البلاد قادرة على الدفاع عن نفسها، بالطبع على النحو الذي يشهده أعداؤنا وإنما أيضا على نحو لم يشهدوه”.
وتابع “نعرف كيف نتعامل مع هذا التهديد الإيراني… مع حلفائنا نحن قادرون على مواجهتهم”.
وتزامنت تصريحات نتنياهو مع دخول الحرب الدائرة في غزة شهرها الحادي عشر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مقتل موظف بمنظمة إغاثية
إلى ذلك، قالت مؤسسة ورلد سنترال كيتشن الإغاثية غير الحكومية الأربعاء إن فلسطينياً من موظفيها قُتل في غزة، وذلك بعد أربعة أشهر من مقتل سبعة من موظفيها في ضربات إسرائيلية أثارت إدانة واسعة النطاق. وأوضحت المنظمة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا أن الموظف يدعى نادي السلوت.
وقالت في منشور على موقع “إكس” إنه كان “عضواً أصيلاً في فريقنا للمستودعات منذ الأيام الأولى لاستجابتنا في رفح وكان في جوهره محباً للخير”.
وقالت المنظمة إنها لا تزال تنظر في تفاصيل ما حدث لكنها تعتقد أنه كان في غير وقت العمل عندما قُتل. وذكرت أنه قُتل قرب دير البلح وسط قطاع غزة.
وكانت ثلاث ضربات جوية إسرائيلية استهدفت قافلة من مركبات المساعدات الإنسانية خلال تحركها بغزة في الأول من أبريل (نيسان) الماضي، مما أسفر عن مقتل سبعة من موظفي المؤسسة كان من بينهم أفراد من الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وبولندا. ونفت إسرائيل صحة الاتهامات بأنها تعمدت استهداف موظفي الإغاثة.
كندا تسحب أبناء دبلوماسييها من إسرائيل
من جهة ثانية، ذكرت وكالة الصحافة الكندية أن الحكومة الكندية أعلنت أمس الأربعاء أنها قررت سحب أبناء دبلوماسييها من إسرائيل، وسط مخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط.
وذكرت وزارة الشؤون العالمية الكندية في بيان نقلته وكالة الصحافة الكندية أنها وافقت على نقل أبناء الدبلوماسيين والمسؤولين عنهم بشكل مؤقت إلى بلد ثالث آمن. وأوضحت أنه لا يوجد معالون يعيشون مع الدبلوماسيين المقيمين في رام الله بالضفة الغربية وبيروت.
وحذرت كندا يوم السبت مواطنيها من السفر إلى إسرائيل، وأرجعت هذا إلى استمرار الصراع في المنطقة والوضع الأمني الذي يصعب التنبؤ بتطوراته. كما حثت مواطنيها على عدم السفر إلى غزة والضفة الغربية.
وذكرت الوزارة الكندية في البيان أن السفارتين في تل أبيب وبيروت والمكتب التمثيلي لدى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية “تظل جميعها تعمل بكامل طاقتها وتواصل تقديم الخدمات الأساسية للكنديين”.
تركيا تطلب الانضمام إلى قضية الإبادة الجماعية
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية التركية اليوم الأربعاء إن أنقرة تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد إسرائيل بسبب ممارساتها في الحرب في قطاع غزة.
وأعلنت تركيا في مايو (أيار) الماضي، أنها قررت الانضمام إلى القضية وستتخذ الاستعدادات القانونية اللازمة.
وذكر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن أنقرة تقدمت رسمياً بالطلب يوم الأربعاء.
وقال فيدان في منشور على “إكس”، “يتعين على المجتمع الدولي القيام بدوره لوقف الإبادة الجماعية وممارسة الضغوط اللازمة على إسرائيل وأنصارها”. وأضاف “ستبذل تركيا كل ما يمكنها لتحقيق ذلك”.
وستتخذ المحكمة القرار النهائي بشأن الطلب التركي.
ورفعت جنوب أفريقيا القضية على إسرائيل في ديسمبر (كانون الأول) متهمةً إياها بارتكاب إبادة جماعية تقودها الدولة في قطاع غزة.
ورفضت إسرائيل مراراً اتهامات الإبادة الجماعية ووصفتها بأنها بلا أساس، وقالت أمام المحكمة إن عملياتها في غزة دفاع عن النفس وتستهدف مسلحي “حماس” الذين هاجموا إسرائيل في السابع من وقتلوا 1200 إسرائيلي وأجنبي في يوم واحد.
وفي الحرب اللاحقة المستمرة منذ عشرة أشهر، قُتل أكثر من 39600 فلسطيني في غزة وشُرد مئات الآلاف ودُمر معظم القطاع مع تفاقم الأزمة الإنسانية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في يناير (كانون الثاني) الماضي، إن بلاده تقدم وثائق لدعم القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية. وفي يونيو (حزيران) الماضي، قالت إسبانيا إنها طلبت التدخل في القضية أمام المحكمة، أعلى هيئة قانونية في الأمم المتحدة.
إضافة تعليق